التسليم الرسولي كما شرحه القديس أثناسيوس في المقالة الثالثة ضد الأريوسيين

         لقد حارب البعض اتحادنا بالثالوث على أنه مجرد تشبُّهٌ أخلاقي يقوم على العمل الإرادي للإنسان. لكن الرسولي يشرح التعليم الرسولي مؤكِّداً في الفقرة (21) “نحن كائنين في الابن وبواسطته كائنين في الآب. وبكلامه هذا (الرب يسوع) قصد هذا فقط: هكذا يمكن أن يصيروا واحداً فيما بينهم بتمثلهم بوحدتنا، كما أننا واحد بالطبيعة والحق” (3: 11). المثال الذي يتم اختياره في الحياة الأرثوذكسية، صار حقيقة لأن الرسولي يشرح بدقة: “الكلمة قد جاء لكي يكون فينا لأنه لبس جسدنا. وبقوله “أنت أيها الآب فيَّ فهو يعني لأني أنا كلمتك وحيث أنك أنت فيَّ بسبب كوني كلمتك، أنا فيهم بسبب الجسد، ومنك (الآب) يتم خلاص البشر فيَّ لذلك أسأل أن يصيروا هم أيضاً واحداً بسبب الجسد الذي فيَّ وبحسب كماله (الجسد) لكي يصيروا هم أيضاً كاملين (بالقيامة والخلود)، إذ يكون لهم وحدة مع الجسد، لأنهم قد صاروا واحداً في هذا الجسد، فإنهم كما لو كانوا محمولين فيَّ، يصيرون جميعاً جسداً واحداً وروحاً واحداً (أفسس 4: 4) لكي ينمو الجميع إلى إنسان كامل (أفسس 4: 13) لأننا جميعاً باشتراكنا نصير جسداً واحداً، لأننا نشترك في الرب الواحد في أنفسنا ..” (3: 22).

الإنسان الكامل هو الرب عديم الموت الحي إلى الأبد، ونحن لا نتحول بالإرادة والتشبُّه، بل بالشركة وحلول الابن فينا، ونحن واحد لا يفصلنا عن الآب مسافة، فلا مسافة ولا مكان يفصل الإنسان عن الله، ولكن اختلاف الطبيعة المخلوقة، يمنع تحول ما خُلق من العدم إلى أن يكون كائناً بقوة الطبيعة.

 

Apostolic_Delivery_According_to_Athanasius_03.pdf

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مواضيع ذات صلة