تجلّي المسيح

يقول القديس يوحنا الذهبي الفم أن المسيح لم يظهر كلّ ألوهته، بل فقط قوة صغيرة منها. وهو فعل ذلك، من جهة، ليعطي معلومات عمّا يشبه مجد الملكوت الإلهي، لمحبته للبشر، حتى لا يخسروا حياتهم عند نظرهم مجد الله الكامل. إذاً، سرّ التجلّي هو في آن واحد كشفٌ للملكوت وتعبير عن محبة الرب لتلاميذه. يرد في النصوص الليتورجية أن المسيح خلال تجليه ألَّه الطبيعة البشرية التي اتخذها. لكن لهذا القول معنى محدد وهو لا يعني أن الطبيعة البشرية تألّهت آنذاك فقط. بحسب القديس يوحنا الدمشقي، تألّهت الطبيعة البشرية بالاتحاد الأقنومي والشركة مع الرب الكلمة من لحظة الحبل به في رحم العذراء يوم البشارة. في تلك اللحظة أُلِّهت الطبيعة البشرية (القديس غريغوريوس اللاهوتي). خلال تجلّي المسيح، هذه الطبيعة البشرية المتألِّهة باتّحادها بالإله الكلمة، أُظهِرَت للتلاميذ. قبل ذلك لم تكن معروفة، والآن صارت ظاهرة. بهذا المعنى تتحدّث عدد من الطروبريات عن تأليه الطبيعة البشرية في التجلّي.

تنزيل الملف

The_Transfiguration_of_Jesus.pdf

التعليقات

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مواضيع ذات صلة